قضمة من كل تفاحة

كان الأب وابنته يلعبان في الحديقة. ابنته الصغيرة لمحت بائع التفاح. طلبت من والدها أن يشتري لها تفاحة. لم يحضر الأب معه الكثير من المال، لكنه كان كافياً لشراء تفاحتين، لذلك اشترى اثنتين من التفاح وأعطاهم لابنته.

ابنته تحمل تفاحة واحدة في كل يد. ثم طلب منها  والدها أن تعطيه إحدى التفاحات. عندما سمعت ابنته بذلك، أخذت بسرعة قضمة من تفاحة، وقبل أن يتمكن والدها من التحدث أخذت أيضاً قضمة من التفاحة الأخرى.

كان الأب متفاجئًا، وقد تساءل عن الخطأ الذي ارتكبه في تربية ابنته بعدما تصرفت بهذه الطريقة الجشعة. لقد فكر فيما فعلته ملياً، وقال في نفسه ربما كنت أفكر أكثر من اللازم، فهي أصغر من أن تفهم ماهي المشاركة. لقد اختفت ابتسامته من وجهه.

وفجأة قالت له ابنته وهي تقدم له إحدى التفاحات:
” أبي تفضل هذه..  إن طعمها أفضل “.
لم يستطع الأب الحديث. لقد شعر بالسوء تجاه حكمه السريع على ابنته الصغيرة. وقد رجعت ابتسامته وفهم الآن ماحدث

“إطلاق الأحكام يمنعنا من رؤية الخير الواقع خلف ماهو ظاهر لنأ”
“ألتردد في إطلاق الاحكام، هي العلامة الصحيحة الوحيدة لمن يتفكر”

مشاركة القصة

الصقر والغصن

تلقى ملك في مرة من المرات من إحدى خواصه صقرين رائعين.

كانا من أجمل الطيور التي قد رآها الملك على الإطلاق. كان الطائران وقتها لا يزالان صغيرين ومخصصين لإبقائهما داخل القصر.

نادى الملك الرجل المسؤول عن تربية الصقور، وأمر بتدريب هذين الصقرين.

قام المدرب بتدريب الصقور لشهور. ولكنه أتى يوماً للملك وقال له أن واحداً من الطيور كان يرتفع ويحلق عاليا في السماء، بينما الآخر لم يغادر الغصن الذي كان عليه منذ أن قام بتدريبه.

” لم يمر علي قط طائر عنيد كهذا الطير”

اشتكى المدرب للملك، ووصف له كيف أن هذا الكائن تجاهل ورفض بعناد كل محاولاته وهاجمه أيضاً.

قال المدرب:

“ربما هناك شيء ليس على ما يرام في هذا الطائر، فهو لا يطير”

كان المدرب من أفضل مدربي الصقور في البلاد، عرف بموهبته على نطاق واسع خلال كل من تعامل معه. لذا قرر الملك أن يعطي المدرب بعض الوقت ليجعل هذا الطائر قادر على الطيران.

مرت شهور ولكن الصقر لم يتحرك من مكانه، استدعى الملك جميع المعالجين والمدربين الآخرين من جميع أنحاء البلاد لجعل هذا الصقر يطير، ولكن لم ينجح أحدهم، ولم يتحرك حتى من مكانه.

في أحد الأيام كان أحد المزارعين ماراً من عند القصر وسمع عن الصقر العنيد الذي لا يطير. ففكر أن يعطي نفسه فرصة للمحاولة لجعله يطير.

بعد أن جرب الملك كل شيء، كان يائساً من معالجة هذا الطير، لذلك قبل أن يسمح لهذا المزارع بالمحاولة معه.

في صباح اليوم التالي، تفاجأ الملك وكان سعيداً جداً لرؤية الطيرين يحلقان عالياً في السماء من شرفته.

لم يشهد الملك العمل الفذّ بنفسه، لذا قد أحضر المزارع أمامه للإجابة على أسئلته.

قال الملك: “أحب أن أعرف سرّك، أخبرني كيف حققت ما لم يستطع تحقيقه أكثر المدربين احترافاً وبداهة وحكمة؟ كيف جعلت الصقر يطير؟”

فأجاب المزارع: “في الواقع كان الأمر بسيط جداً سموكم. قمت بقطع الفرع الذي كان الطائر يجلس عليه.”

نحن جميعاً يمكننا أن نكون كهذا الطائر. في بعض الأحيان نجلس على أغصاننا، نتشبث بالأشياء المألوفة لدينا ولا نحاول إحداث تغيير. لو كان الجلوس على هذا الغصن هو ما نريد، فلا مشكلة أبداً فيما يجلب إلينا البهجة. لكن لو لاحظت نفسك يوماً تشتكي من ذلك الغصن، فلا تخشى من إحداث تغيير.  فالاحتمالات في هذا العالم لا حصر لها، ولكن معظمها لا يزال غير مكتشف. ربما نحتاج أن نمضي قدماً ونحطم غصون الخوف التي نتشبث بها، لنحرر أنفسنا.

” إذا كنت تريد حياة سعيدة، فاربطها بهدف، ليس بأناس أو بأشياء ”
— ألبرت انشتاين

مشاركة القصة

خمس حبات من الأرز

في الشوارع المتربة لمدينة كبيرة عاش شحاذ، يتصدق عليه المارة بالأرز والمال. في معظم الأيام، لم يكن يستطيع الحصول على ما يكفيه من الطعام لتناول وجبة، ولا ما يكفي لشراء بعض الحطب لطهي الطعام وإبقائه دافئاً في الليل، كان ينام تحت السماء مع قطعة قماش فقط لتغطيه. كانت حياته صعبة، لكنه اعتاد عليها مع مرور السنوات.

في أحد الأيام، سمع المتسول أخباراً أن الإمبراطور كان قادمًا إلى المدينة في زيارة نادرة.

قال الرجل في نفسه:

“أنا متأكد من أن الإمبراطور سوف يرى كيف أعيش، وسوف يعطيني هدية سخية. فالملوك يظهرون التعاطف لرعيتهم لا سيما عندما يكونون في وضعي هذا ”

كان يخطط للجلوس في الطريق الذي سيقطعه الإمبراطور، حتى لا يفوته أن يلاحظ بؤس المتسول. جمع كل ممتلكاته ووضعها في ذلك المكان من الشارع قبل ليلة من مرور الموكب.

اقتربت القافلة الملكية وتوقفت أمامه في حوالي منتصف النهار. في حين أن المتسول لم يكن يتوقع أكثر من هدية صغيرة لمساعدته في حياته في الشوارع من خدام الإمبراطور، إلا أنه كان عاجزًا عن الكلام عندما توقف الموكب بجانبه، وبرز إليه الحاكم العظيم بنفسه.

اقترب الإمبراطور من المتسول وصافح يد الرجل الفقير، لمسه برفق على كتفه ونظر في عينيه، ثم قال: “أخبرني يا سيدي، هل لي بهدية صغيرة من الأرز؟”

للحظة، لم يفهم المتسول ما قاله الإمبراطور للتو. كان الإمبراطور يشير إلى صحن الأرز الذي لديه، وحثه على ذلك. أصر صاحب السلطة: “هل يمكنك أن تعطيني بعض حبات الأرز؟”

لم يكن بمقدور المتسول أن يصدق ما كان يحدث له. كان يتوقع من الإمبراطور العظيم أن يسأله عن حاله أو أي شيء. لم يكن لديه سوى حفنة من الحبوب، وسأله إياها من كان يملك كل شيء. أخذ المتسول ببطء وعاء الأرز في يديه وأخذ يحدق فيه.

كان يعلم أنه لا يستطيع أن يرفض طلب الإمبراطور بأي وسيلة. فكان بالكاد قادراً على إخفاء سخطه، لكنه أحصى على مضض خمس حبات من الأرز وأسقطها في يد الإمبراطور.

شكره الإمبراطور وصافح يده مرة أخرى وذهب في طريقه. شاهد المتسول الذي كان مرتبكًا ومتألما وغاضبًا القافلة تختفي في الغبار، وقد تركوه بمفرده دون أي شيء أكثر مما كان عليه من قبل.

في تلك الليلة، بينما كان ينظف الأرز لإعداد العشاء، لاحظ شيئًا يتوهج في وعائه. ألقى نظرة عن قرب باستغراب وقد صدمه ما رأى وقد أخرج قطعة من الذهب من الوعاء.

كان هذه القطعة الذهبية كافية بأن تبعده عن الشوارع لعدة أشهر.

“يجب أن يكون هناك المزيد منها”، فكر وبدأ في فحص الأرز بحثًا عن المزيد من الذهب. وجد أربع قطع أخرى من الذهب داخل وعاء الأرز.

وبينما كان يحدق في ثروته الصغيرة في وعائه، رأى انه كانت هناك خمس قطع ذهبية.

واحدة لكل حبة من الأرز كان قد قدمها للإمبراطور.

“فقط بالعطاء يمكننا أن نتلقى أكثر مما كان لدينا من قبل “

مشاركة القصة

الولد منخفض الذكاء

واحدة من أسوأ الأمور اليوم هي الأهمية المبالغ فيها فيما يتعلق بما يسمى اختبارات الذكاء. العديد من الصفات الأخرى بالإضافة إلى القدرة على الإجابة عن أسئلة محيرة تدخل في صنع شخصية الإنسان. يمكن للرجل أن يفشل في جميع الاختبارات، ويحيا حياة كريمة. دعني أخبركم ما حدث لصبي كندي صغير.

اسمه جوني مارتن. كان ابن نجار، وعملت والدته كمدبرة منزل. لقد عاشوا حياة مقتصدة، موفرين أموالهم لليوم الذي يمكنهم فيه إدخال ابنهم إلى الكلية. وصل جوني للسنة الثانية في المدرسة الثانوية عندما جاءت الصدمة. اتصل الطبيب النفسي التابع للمدرسة بالشاب، وقد بلغ السادسة عشرة من عمره، في مكتبه الخاص وهذا ما قاله:

” جوني، لقد كنت أدرس علاماتك، وعملت اختبارات مختلفة على الانطباعات الحركية والحسية والفحص البدني الخاص بك. لقد قمت بدراسة متأنية للغاية لك وإنجازاتك”

“لقد كنت أحاول بجد ”

“هذه هي المشكلة”. قال الطبيب النفسي.

“لقد عملت بجهد كبير بالفعل – لكن ذلك لم يساعد بشي.

لا يبدو أنك قادر على المضي قدمًا في دراستك. يبدو أنها لا تناسبك، ولكي تبقى في المدرسة الثانوية في رأيي، ستكون مضيعة للوقت.”

وضع الشاب وجهه في يديه. وقال:

“سيكون هذا صعبا على أمي وأبي، إن فكرتهم الوحيدة هي أن أكون رجل جامعي”.

وضع الطبيب يده على كتف الصبي. “الناس لديهم أنواع مختلفة من المواهب، جوني، هناك رسامون لم يكونوا قادرين أبداً على تعلم جدول الضرب، والمهندسين لا يستطيعون الغناء. لكن كل واحد منا لديه شيء خاص – وأنت لست استثناءً. في يوم ما سوف تجد ما هي هبتك الخاصة وعندما تجدها، ستجعل والديك فخورين بك.”

لم يعد جوني أبداً إلى المدرسة. كانت الوظائف شحيحة في المدينة، لكنه شغل نفسه في قص الحشائش والنباتات، ووضعها في أحواض الزراعة.

قبل فترة طويلة بدأ زبائنه يلاحظون أن جوني لديه ما وصفوه بـ “باليد الخضراء”. حيث كانت تنمو النباتات والأزهار والورود التي يزرعها وتزدهر. لقد اعتاد على تقديم اقتراحات لإعادة ترتيب المناظر الطبيعية الصغيرة في الفناء الأمامي للمنازل. كان لديه نظرة للون المناسب، ويمكن أن ينسق النباتات بشكل يسر الناظرين.

في أحد الأيام عندما كان في وسط المدينة، لاحظ وجود امتداد لأراضٍ غير مستخدمة خلف قاعة المدينة. الفرصة أو القدر أو أي شيء قد ترغب في تسميته أحضر أحد مسؤولي المدينة في الزاوية عند تلك اللحظة. وقال له الفتى: “يمكنني أن أجعل من ساحة النفايات هذه حديقة لو سمحتم لي بذلك”.

قال المسؤول: “ليس لدى المدينة المال الكافي لفعل ذلك”.

“لا أريد أي أموال مقابل ذلك. أريد فقط أن أعمل عليها”.

كان المسؤول مستغرباً من العثور على شخص لا يريد المال مقابل ما سوف يفعل. أخذ جوني إلى المكتب، وعندما خرج الشاب كان لديه الصلاحية للعناية بالمنظر العام لتلك الساحة.

استحضر بعد ظهر ذلك اليوم الكثير من الأدوات والبذور والتربة. أعطاه شخص ما بعض الأشجار الصغيرة لزراعتها. عندما سمع الآخرون عن ذلك، عرضوا له أيضا بعض الشجيرات والورود وحتى سياج الحديقة. ثم سمعت الشركة المصنعة الرائدة في المدينة بها، وتطوعت لتزويد بعض المقاعد.

أصبحت الساحة الكئيبة التي كانت لا تحتوي إلا على النفايات والأوساخ منذ وقت طويل حديقة صغيرة. كان هناك مروج عشبية و مسارات منحنية صغيرة ومقاعد مريحة ومنزل صغير للطيور. كل سكان المدن كانوا يتحدثون عن تحسن جميل قام به الشاب.

لكنها كانت أيضًا نافذة عرض لجوني. رأى الناس نتيجة مهارته ويعرفونه الآن كبستاني للمناظر الطبيعية.

كان ذلك قبل خمسة وعشرين عاما. اليوم جوني هو رئيس الأعمال التجارية لإحدى شركات الحدائق والمناظر الطبيعية. يمتد عملائه إلى الأقاليم المجاورة.

لا يزال جوني لا يستطيع التحدث باللغة الفرنسية أو ترجمة اللاتينية، علم المثلثات غير معروف بالنسبة له. لكن الألوان والإضاءة والمناظر الطبيعية هي غذاؤه. أبواه الآن أصبحوا فخورين به، لأنه لم يكن ناجحاً وحسب، بل إنه رجل أعمال وعضو في أفضل النوادي في المدينة – لقد جعل أيضًا جزءٌ من العالم يبدو كمكان أروع للعيش فيه. رجاله يذهبون وينشرون الجمال أمام أعين الناس.

نشرت هذه القصة لأول مرة في كتاب الأمثال الحديثة لفولتون أرسل، في عام 1951 م.

” كل الأشخاص أذكياء، لكن عندنا تحكم على سمكة لعدم قدرتها على تسلق شجرة ، فستعيش طوال حياتها معتقدة أنها غبية ”
— ألبرت انشتاين

مشاركة القصة

شجرة الخيزران

رجل أصيب بالإحباط من الحياة. على الرغم من كل العمل الشاق والجهد، كان الفشل كل ما تعلمه. شعر بالهزيمة، وترك كل شيء ونفى نفسه في غابة. هناك التقى رجل عابد.

حكى الرجل اليائس له سبب وجوده في هذا المكان، وما حصل له من فشل في حياته، وقال له:

“أعطني سبباً واحداً يجعلني لا أيأس؟” قال له ذلك راجياً إياه.

“انظر”، قال العابد، مشيرا إلى اثنتين من النباتات. “هل ترى تلك العشبة وشجرة الخيزران هناك؟”

“نعم”، أومأ الرجل.

“عندما زرعت بذور العشبة وشجرة الخيزران، كنت أعتني بهم جيدًا. أعطيتهم الماء والضوء والأسمدة. وفي وقت قصير تلك العشبة نبتت من الأرض” ثم قال:

” ولكن على الرغم من أن بذور الخيزران يتم تسويتها ورعايتها لسنوات، إلا أنها لم تنمو حتى بمقدار بوصة واحدة. في الواقع، لم يحدث شيء على الإطلاق في السنة الأولى. لم يكن هناك أي علامة على النمو.

ولكن، لم أكن أتخلى عن بذور الخيزران واستمريت في سقيها بالماء ورعايتها. في السنة الخامسة، ظهر برعم صغيرة من الأرض. وفي غضون ستة أشهر، نمت الشجرة مائة قدم.

لذا، هل بقيت شجرة الخيزران نائمة لمدة أربع سنوات فقط لتنمو بشكل مضاعف في الخامسة؟” سأل العابد.

حير السؤال الرجل وبقي صامتاً.

” ربما الإجابة واضحة. كانت الشجرة الصغيرة تنمو باطنيًا تحت الأرض، حيث طورت نظامًا جذريًا قويًا بما يكفي لدعم تمكنها للنمو الخارجي في السنة الخامسة وما بعدها. لو لم تطور الشجرة أساساً قوياً، لما كانت ستستمر في حياتها عندما نمت”

اقترب منه العابد وقال:

“هل تعلم أن كل الوقت الذي كنت تكافح فيه، كنت تنمي جذوراً قوية، فلا تحكم على جهدك بالفشل فقط لأنك لم ترى أوراقاً خضراء حتى الآن ”

” العمل قد يكون كشجرة الخيزران، تأخذ الكثير من الوقت كي تبني جذوراً و أساساً قويا، إلى أن يأتي ذلك الوقت الذي تمد فيه ظلالها وتزهو بأوراقها الخضراء”

مشاركة القصة

رحلة تخييم مع دكتور

ذهب خريج دكتوراه وصاحبه إلى رحلة تخييم، نصبوا خيمتهم، وعندما جاء الليل غشاهم النعاس وناموا.

بعد بضع ساعات، أيقض الصاحب صديقه الدكتور: “انظر إلى السماء .. أخبرني ماذا ترى؟”

“أرى ملايين النجوم”

“وعن ماذا يخبرك ذلك؟”

تأمل رجل الدكتوراه لدقيقة ثم قال:

“إن كنت أتحدث إليك من ناحية علم النجوم، فهذا يخبرني أن هناك الملايين من المجرات والمليارات من الكواكب المحتمل وجودها. ومن الناحية الفلكية، فذلك يخبرني أنه برج الأسد. بالنسبة للتوقيت، يبدو أن الساعة الآن 03:15 تقريباً. من الناحية اللاهوتية، فهذا يخبرني عن عظمة الرب وكيف أن حجمنا يبدو صغيراً أمام هذا الكون. أما بالنسبة لعلم الأرصاد، يبدو أنه سيكون لدينا يوم جميل غدًا. وأنت ما الذي يخبرك به هذا المنظر؟ ”

سكت صاحبه قليلاً ثم قال:

” من الناحية العملية … فهذا يخبرني أن خيمتنا قد سرقت “

مشاركة القصة