في وقت متأخر من المساء

في وقت متأخر من المساء كنت أسير في الحديقة. وفجأة سمعت صوت صراخ قادم من وراء الشجيرات.
توقفت للاستماع وعرفت أن امرأة تعرضت للهجوم. سمعت أصوات القتال والهمهمة. لعدة لحظات كنت مترددًا، هل يجب علي أن أتدخل؟

أصبت بالتوتر، كنت خائفاً على سلامتي، ربما من الأفضل الاتصال بالشرطة؟
ثم أدركت أن صوت المرأة بدأ يضعف، لذلك كنت أعرف أنه يجب علي أن أتصرف بسرعة.
هل يمكنني الهروب من هذا؟ قررت أخيراً أن أساعد هذه المرأة المجهولة حتى لو خاطرت بنفسي. شعرت بتحول غريب في الداخل، قوة معنوية وجسدية، ركضت خلف الأشجار. سحبت المهاجم من الفتاة، وقعنا على الأرض واشتبكنا معاً لعدة دقائق. ثم قفز المهاجم وركض بعيدا.

بتنفس صعب وبطيء أتيت إلى الفتاة، كانت تختبئ خلف شجرة في الظلام، لم أتمكن من رؤية وجهها بوضوح. شعرت بأنها خائفة للغاية، لذلك تحدثت معها من بعيد:
“أنتي في أمان الآن، لا بأس، لقد هرب الرجل”
بعد لحظات قليلة، سمعت صوتها وكان فيه استغراب كبير:
“أبي، هل هذا هو أنت؟”
أدركت أن الفتاة كانت ابنتي الصغرى.

” مساعدة الآخرين هي الطريقة التي نساعد بها أنفسنا ”
— اوبرا وينفري

مشاركة القصة

بائع الأحذية

اليوم، شعرت بالفزع. كان رأسي مليء بالمشاكل و الارتباك. قررت أن أمشي خارجاً على الرغم من أنني لم أكن أعرف أين سأذهب. حدث معي شيء غير معتاد في أثناء سيري هذا.

رأيت رجل مسن يجلس على كرسي. كان بائع أحذية مستعملة. اعتقدت انه في السبعين من عمره. بدا أنه متعب جداً ولا أحد يشتري من أحذيته. أردت أن أعطيه شيئاً ولكن لم أحضر أي شيء معي.

ثم جاءت فتاة صغيرة نحوه، سمعت الطفلة تقول: “جدي، هل تريد مني أن ألمع حذائك؟”

فأشفق عليها الرجل العجوز، ابتسم وأعطاها حذاءه للتلميع. قالت الفتاة: “أنا ألمع الأحذية لأنني بحاجة إلى المال لشراء زي مدرسة جديد لأخي”

أجاب الرجل العجوز:

” توقفي أيتها الفتاة الصغيرة عن فعل هذا، تعالي معي الآن ”

ثم ساروا إلى السوق (وتبعتهم)، اشترى لها زيًا مدرسياً. كانت الفتاة سعيدة جدا وقالت:

“شكراً جزيلاً على فعل هذا. رحمك الله “. ثم غادرت، تاركة الرجل العجوز يبتسم.

عندما غادرته ومشيت بعيدا، أستطيع رؤية الرجل العجوز لازال مبتسماً.

لقد صدمت من لطف هذا الرجل، شخص لا يملك إلا  القليل جداً لنفسه، كان قادراً على إظهار سخاء لا يصدق. حزني قد تلاشى تماما عندما رأيت ذلك.

بدأت أدرك أن لدي الكثير لأكون شاكر لأجله، أتمنى يوماً أن أظهر امتناني لما أملك كما فعل هذا الرجل العجوز، الذي كان يملك القليل، ولكنه شارك ذلك بشكل جميل مع من كان لا يملك أي شيء.

” معنى الحياة هو أن تكتشف هبتك، و الهدف منها هو أن تعطيها ”
— بابلو بيكاسو

مشاركة القصة

إشارة دخانية

كان الناجي الوحيد من حطام سفينة ألقت به فوق جزيرة صغيرة غير مأهولة بالسكان.
كان يصلي لله أن ينقذه بأي شكل من الأشكال، وفي كل يوم كان يبحث في الأفق لعله يجد من يساعده، لكن لم يظهر له أحد.

بعد تعب وجهد، تمكن من بناء كوخ صغير من الأخشاب الطافية لحماية نفسه، وتخزين مقتنياته القليلة فيه.
وفي يوم بعد أن رجع من بحثه عن الطعام، وصل إلى كوخه ليجد أنه قد التهمته ألسنة اللهب، والدخان يتصاعد إلى السماء.

قد حدث أسوأ ما يكون، لقد فقد الآن كل شيء، وشعر بالخيبة والغضب..  ” يارب.. كيف يحدث هذا لي أنا! ”

وفي اليوم التالي … استيقظ على صوت سفينة كانت تقترب من الجزيرة، لقد أتت لإنقاذه. وبعد أن ركب فيها، سأل الرجل المرهق منقذيه:
” كيف عرفتم أنني هنا؟ ”
” رأينا دخان يتصاعد من الجزيرة، فعرفنا أن شخصاً ما هناك”

من السهل الشعور بالإحباط أحيانًا عندما تبدو الأمور أنها ليست على ما يرام. لكن لا ينبغي أن نفقد قلوبنا، فالله يسير هذا الكون لأجلنا عندما نملك الإيمان، حتى في خضم الألم والمعاناة، تذكر في المرة التالية التي يحترق فيها كوخك الصغير ويصبح حطاماً على الأرض، قد يكون مجرد إشارة دخانية تستدعي رحمة الله إليك. لجميع الأمور السلبية التي نحدث أنفسنا بها، لدى الله إجابة إيجابية لذلك.

“الله يهتم بشأن تلك الأمور التي تقلقك، لذا لاتتردد  بأن تتحدث إليه عن أي  شيء ”

مشاركة القصة

استخدم قوّتك

كان صبي صغير ووالده يسيران على طريق في غابة. عند نقطة ما، جاؤوا عبر فرع شجرة كبير على الأرض أمامهم. سأل الصبي والده:
“لو حاولت، هل تعتقد أنه بإمكاني رفع هذا الفرع؟”
أجاب والده: “أنا متأكد من أنك تستطيع، لو استخدمت كل قوتك”

حاول الصبي بذل قصارى جهده لرفع أو دفع الفرع، لكنه لم يكن قويًا بما يكفي ولم يتمكن من تحريكه.

قال بخيبة أمل، “كنت مخطئا يا أبي. لا أستطيع تحريكه”
“حاول مرة أخرى”
مرة أخرى، حاول الصبي بقوة دفع الفرع. كافح لفعل ذلك لكنه لم يتحرك.
قال لوالده: “يا أبي، لا أستطيع أن أفعل ذلك”.
وأخيراً قال والده: “نصحتك باستخدام كل قوتك. ولم تفعل ذلك..  أنت لم تطلب مساعدتي “.

لم نستخدم كل قوتنا حتى ندرك ونقدر قوة ودعم أولئك الذين يحيطون بنا، وأولئك الذين يهتمون بغايتنا. قوتنا الحقيقية لا تكمن في الاستقلال، ولكن في الترابط. لا يوجد شخص واحد لديه كل نقاط القوة، وجميع الموارد واللياقة اللازمة لتحقيق رؤيته.

” إن طلب المساعدة والدعم عند الحاجة ليس علامة ضعف، بل هي علامة على الحكمة. إنها دعوة لاستخدام القوة الأكبر التي تكمن في التكاتف.”

مشاركة القصة

أربع طلاب أذكياء

في إحدى الليالي، خرج أربعة طلاب جامعيين من حفلة في وقت متأخر من الليل، ولم يدرسوا للإختبار الذي كان من المقرر إجراؤه في اليوم التالي.
في الصباح، فكروا في خطة. فجعلوا أنفسهم متسخين بالطين والزيت وشحوم السيارات، ثم ذهبوا إلى العميد وقالوا له أنهم كانوا ذاهبين إلى حفل زفاف في الليلة الماضية، وفي طريق العودة انفجر أحد الإطارات، واضطروا إلى دفع السيارة بأنفسهم. لذلك لم يكونوا في حالة تسمح لهم بإجراء الاختبار.

فكر العميد قليلاً وقال إنه يمكن إعادة الاختبار بعد 3 أيام. شكروه وقالوا إنهم سيكونون جاهزين في ذلك الوقت.

في اليوم الثالث، جاءوا للعميد وقال لهم أنه بما أن هذا الاختبار كان لحالة خاصة، فقد كان مطلوبًا من الأربعة أن يجلسوا في فصول منفصلة أثناء الاختبار. وافقوا جميعًا وقد كانوا مستعدين جيداً خلال هذه الثلاثة أيام.

يتكون الاختبار من سؤالين فقط مع مجموع 100 درجة:
1) اسمك __________ (1 درجة)
2) أي إطار قد انفجر؟ __________ (99 درجة)

الخيارات:
(أ) اليسار من الأمام (ب) اليمين من الأمام (ج) اليسار من الخلف (د) اليمين من الخلف

مشاركة القصة

حقل الألماس

كان هناك رجل اسمه راسل هيرمان كونويل. ولد في عام 1843 م وعاش حتى عام 1925 م. كان محامياً لمدة خمسة عشر عاماً حتى أصبح رجل دين.
في أحد الأيام، ذهب إليه شاب وأخبره أنه يريد الحصول على تعليم جامعي، لكنه لا يستطيع تحمل التكلفة المادية. قرر الدكتور كونويل في تلك اللحظة، أن يحقق شيئاً إلى جانب كونه رجل دين. قرر بناء جامعة للطلاب الغير مقتدرين والمستحقين للدراسة. كان لديه تحدٍ، وسيحتاج إلى بضعة ملايين من الدولارات لبناء جامعة.

قبل عدة سنوات مما حصل معه مع ذلك الشاب، كان الدكتور كونويل مفتونًا إلى حد كبير بقصة حقيقية، تحمل معانٍ خالدة.

كانت القصة حول أحد المزارعين الذين عاشوا في أفريقيا. وقد حثه أحد الزائرين في يوم من الأيام للبحث عن الألماس. فالألماس مكتشف بكثرة في القارة الأفريقية، وأصبح لدى هذا المزارع حماس شديد حول الفكرة، وملايين الدولارات التي يمكنه الحصول عليها. لدرجة أنه قد باع مزرعته للتوجه للبحث عن الألماس.

لقد تجول في جميع أنحاء القارة. وقد مرت سنين في بحث مستمر عن الثروة التي لم يعثر عليها قط. في نهاية المطاف بعد أن أفلس تماماً، ألقى بنفسه في نهر وغرق.

في غضون ذلك، التقط المالك الجديد للمزرعة صخرة غريبة تبدو بحجم بيضة بلدية. ووضعها على وشاحه كنوع من الفضول. زاره أحدهم في يوم ما، وبدا عليه الذهول بعد أن رأى تلك الصخرة. أخبر المالك الجديد للمزرعة بأن تلك الصخرة الغريبة التي يضعها على وشاحه، هي أكبر ماسة قد رآها حتى الآن. قال المالك الجديد للمزرعة: “أنت تمزح! فالمزرعة بأكملها مغطاة بهذه الصخور ”

تبين أن المزرعة هي منجم كيمبرلي دايم.. وهي أغنى ما عرفه العالم. كان المزارع الأصلي يقف حرفياً على “حقل من الألماس” حتى باع مزرعته.

بعد أن علم الدكتور كونويل بقصة المزارع، واصل في تعليم معانيها. كل واحد منا يقف تماماً على “حقل من الألماس” الخاص به، فقط لو كنا ندرك ذلك، وطورنا الأرضية التي نقف عليها، قبل أن نبدأ في البحث بعيداً في المراعي الخضراء.
أخبر الدكتور كونويل بهذه القصة مرات عديدة، وجذب جمهورًا كبيراً. لقد أخبر بالقصة لفترة كافية حتى جمع المال لبدء بناء الجامعة للطلاب الأقل حظاً للحصول على الدراسة. في الواقع، جمع ما يقرب من ستة ملايين دولار. الجامعة التي أسسها هي جامعة تمبل في فيلادلفيا، تقدم منح دراسية لعشر كليات في مجالات مختلفة، وستة مدارس أخرى.

عندما تحدث الدكتور راسل كونويل عن كون كل واحد منا يقف تماماً على” حقل من الألماس” خاص به، كان يعني ذلك. هذه القصة لا يتأثر معناها مع مرور الزمن… وسوف تكون حقيقة للأبد.

” الفرصة لا تأتي فقط، إنها موجودة طوال الوقت، علينا فقط رؤيتها.”
— إيرل نايتينغال

مشاركة القصة